اسود التيرانقا قد تروض في "الكان"

يُعد خروج منتخب الكاميرون بنقطة من مباراته الإفتاحية في كأس الأمم الأفريقية بالجابون أمام المنتخب البوركيني نتيجة جيدة في مباراة أكدت حقيقة أن هذا الفريق ليس من أفضل الأجيال التي مرت في تاريخ الأسود غير المروضة التي كثيراً ما هز زئيرها جنبات القارة السمراء.

 

وقد كشفت هذه المباراة جوانب سلبية كثيرة في المنتخب الكاميروني قد تقف عائقاً أمام ذهابه بعيداً في البطولة أو قد تؤدي حتى إلى الخروج المبكر من منافسات "الكان" رغم أنه لم يُهزم وكان هو البادئ بالتسجيل. ويمكن تلخيص هذه الجوانب في عدة نقاط هي

إفتقاد الثقة بالنفس

حيث لا يملك اللاعبين في مختلف الخطوط شخصية اللاعبين الكبار ولا الثقة في إمكانيتهم الفنية سواءً كمجموعة أو كأفراد. وقد تجلى هذا الجانب بوضوح في سوء التصرف في الكرة نتيجة للتسرع حيث يسعى اللاعبون دائماً إلى التخلص منها واللعب "في المضمون" لأقرب زميل دون اللجوء إلى المخاطرة في كثير من الأحيان بالمراوغة أو التمريرات الطويلة البينية.

السذاجة الدفاعية

وهو ما ظهر بقوة في سهولة وصول منتخب بوركينا فاسو لمرمى الكاميرون طوال المباراة تقريباً. فكل هجمة تشكل خطورة عليهم بسبب سوء تمركز قلبي الدفاع وبُطئهم في إخراج الكرة وضعف التغطية العكسية من ظهيري الأجناب. ولعل هدف التعادل للفريق البوركيني وكم الأخطاء الرهيب فيه يُجسم هذا الكلام بصورة لا تقبل الجدال.

ضعف الأداء الجماعي

لم نشاهد خلال المباراة جملة تكتيكية واضحة تكررت لعدة مرات ولا تبادل مراكز في الشق الهجومي ولا إختراق من لاعبي الوسط بشكل مستمر. بل إن كل الهجمات الخطرة التي صنعها الكاميرون كانت من إجتهادات فردية للاعبين.

ويعكس ما سبق مدى صعوبة المهمة التي تنتظر لاعبي الكاميرون في "الكان" وإن كان ذلك لا يصادر على حقيقة أن هذا المنتخب يحمل على كتفيه تاريخاً يؤكد أنه دائماً ما يكون خبيراً بالأجواء الأفريقية وقادر على صُنع المفاجأة في أي لحظة.

ولكن بما شاهدناه أمس تبدو المهمة مُعقدة بل شبه مستحيلة. والمنطق يؤكد أنه أمام الفرق العملاقة في القارة ذات الوزن الثقيل مثل غانا والجزائر وكوت ديفوار فإن الأسود غالباً ستروض في "الكان".