اكد اللاعب الدولي الجزائري السابق عنتر
يحي ،يوم الأربعاء، عن اعتزاله ممارسة كرة القدم، في تغريدة له عبر موقع
التواصل الإجتماعي الإلكتروني "تويتر".
ويأتي قرار
اعتزال المدافع عنتر يحي (34 سنة) أيّاما قلائل، بعد إقدام مواطنه وزميله
بِنفس الخط مجيد بوقرة (نفس العمر) على نفس الخطورة المُرادفة لِإنهاء
مشواره الكروي.
وهكذا انتهت - والسنة الميلادية الجارية
تلفظ أنفاسها الأخيرة - ثاني أسطورة، خلّدت إسمها بِأحرف من نور وذهب في
سجّل الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني تحديدا.
وأبصر عنتر يحي النور في الـ 21 من مارس
1982 بِمدينة مولوز الفرنسية، من أبوَيْن جزائريَين ينتميان إلى ولايتَيْ
سوق أهراس وخنشلة، ومهاجرَيْن بِهذا البلد الأوروبي.
واستهلّ عنتر يحي مشواره مع المنتخب الوطني
الجزائري عام 2004، حيث شارك في البداية مع فئة الآمال، ثم التحق بِالأكابر
في مباراة ودّية أُجريت شهر جانفي من ذلك العام ضد الزائر المالي، ليعتزل
اللعب الدولي بعد مباراة رسمية ضد المضيف الغامبي في فيفري 2012. ضمن مشوار
بـ 54 مباراة دولية بعضها مُزيّنا ذراعه فيها بِشارة القائد، وسجّل 6
أهداف أفضلهم ذلك المُوقع بِتسديدة صاروخية مذهلة سكنت الزاوية الـ 90
لِمرمى عصام الحضري حامي عرين منتخب مصر بملعب مدينة أم درمان السودانية،
مانحا "محاربي الصحراء" تأشيرة حضور كأس العالم 2010 بِجنوب إفريقيا،
التظاهرة المونديالية التي تذوّق حلاوتها، مثلما هو الشأن لِكأس أمم
إفريقيا في العام ذاته بِأنغولا.
انضباط وتضحية وأخلاق
وسبق للاعب عنتر يحي قبل ذلك تمثيل ألوان
منتخب فرنسا للفئات الصغرى، وهو ما جعل محمد روراوة رئيس الفاف يلجأ إلى
الفيفا لِجلب رخصته الدولية، مستفيدا من اللائحة التي سُمّيت بـ "القانون
البهاماس"، والتي كان روراوة صاحب المبادرة في اقتراحها على الإتحاد الدولي
لكرة القدم مطلع العقد الماضي.
وعلى مستوى الأندية، ارتدى عنتر يحي أزياء
عدّة فرق على غرار الإنتر الإيطالي وبوخوم رفقة كايزر سلاوترن الألمانيَين
وغيرهم، لِيختتم "المغامرة" مع اتحاد أورليون من القسم الثاني الفرنسي، وقد
شارك معه هذا الموسم في 7 لقاءات (كان مصابا وغاب عن بعض المواجهات)، وكان
يُفترض أن تنقضي مدّة عقده صيف 2017.
ويوصف عنتر يحي بأنه أحد أحسن اللاعبين
الذين شاركوا في صفوف "الخضر"، كما يتميّز بِإنضباطه وصرامته ومنسوب وطنيته
العالي جدا، ولا يُغفل - أيضا - أنه لم يسقط في مطبّ "حماقات" لطّخت سمعة
كرويين آخرين، إذْ لم يُعهد عنه التهوّر والطيش والعبث.
وتكون التربية الحسنة للوالدَين
والتحلّي بِالأخلاق الطيّبة والمستوى العلمي المحترم حيث يُجيد 5 لغات
أجنبية ويتحدّث بِالعربية ورأسه مرفوع، عوامل إيجابية لعبت دورا كبيرا في
تفادي عنتر يحي "الإنحراف".